/ الفَائِدَةُ : (47) /

04/11/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / أَنوار حقائق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ على طبقات/ الُمستفاد من بيانات الوحي : أَنَّ لعَالَم النُّور عوالم وطبقات ومراتب ، وَمِنْ ثَمَّ ورد في بيانات الوحي : أَنَّ أَنوار أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ على طبقات ، فَمِنْ نور سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ اُشتقَّ نور ثانٍ وثالث لحقيقته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ الصَّاعدة ، وعلى هذا قس أَنوار حقائق سائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعدة. لكن : غفل البعض ووقع في اِشتِبَاه فاحش ؛ وظنَّ وحدة مراتب النُّور وعوالمه. ومنه تتَّضح كثير من بيانات الوحي ، منها : بيانات الوحي الْمُشِيرةُ لعَالَم العرش ؛ فبعضها تُثبت أَنَّ العرش خُلِقَ من نور سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ، وبعضها الآخر تُثبت أَنَّ نوره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ خُلِقَ مِنْ تحت العرش. فانظر : بيانات الوحي الْمُشِيرةُ إِلى النَّحو الأَوَّل ، منها : بيان سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : « ... خَلَقَنا اللّٰـه نحن حيث لا سمآء مبنيَّة ، ولا أَرض مدحيَّة ، ولا عرش ، ولا جنَّة ولا نار، كُنَّا نُسبِّحه حين لا تسبيح ، ونُقَدِّ سه حين لا تقدیس ، فلَمَّا أَرَاد اللّٰـه بدء الصنعة فتق نوري فخلق منه العرش ؛ فنور العرش من نوري ، ونوري من نور اللّٰـه ، وَأَنا أَفضل من العرش ... »(1). ودلالته واضحة. ولاحظ : بيانات الوحي الأُخرىٰ المُشِيرة إِلى النَّحو الثَّاني ، منها : 1ـ بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « لَـمَّا خلق اللّٰـه السَّمآوات والأَرضين استوىٰ على العرش فأَمر نورين من نوره فطافا حول العرش سبعين مرَّة فقال (عَزَّ وَجَلَّ) : هذان نوران لي مُطيعان ، فخلق اللّٰـه من ذلك النُّور مُحمَّداً وعليّاً والأَصفياء من ولده عَلَيْهِم السَّلاَمُ ...»(2). 2ـ بيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً : « خلقنا اللّٰـه من نور عظمته ثُمَّ صوَّر خلقنا من طينةٍ مخزونةٍ مكنونةٍ من تحت العرش ، فأَسكن ذلك النُّور فيه ؛ فكُنَّا نحن خلقاً وبشراً نورانیِّين ...»(3). ودلالته ـ كدلالة سابقه ـ واضحة. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 25: 16/ح30. (2) بحار الأَنوار، 25: 421/ح33. (3) بحار الأَنوار، 25: 13ـ 14/ح26. بصائر الدَّرجات: 7.